{ لقمان }
أرجح الآراء على أنه لقمان بن باعوراء من أولاد آزر والد إبراهيم ـ عليه السلام ـ قيل : إنه عاش في زمن أيوب النبي ، وقيل : إنه ابن أخت أيوب أو خالته ، وأيوب قد عاش في القرن الثامن عشر قبل الميلاد ، وقيل : إنه أدرك عهد داود الذي كان ملكاً على بني إسرائيل ، وهو نبت الله داود الذي عاش في القرن الحادي عشر قبل الميلاد ، ولهذا قالوا : إن لقمان عاش ألف سنة .
والظاهر أنه عاش في عصر داود ، وأنه كان عبداً أسود اللون ، ينتمي إلى الجنس الإفريقي ، قيل : من أهل النوبة ، وقيل : من أهل الحبشة ، وقيل : من أهل السودان .
وهناك روايات تفيد أنه من أهل { أيلة } وأن اسمه ( بلعام بن بروق)، وأنه كان عبداً لرجل من بني إسرائيل ، والظاهر أنه كان عبداً لرجل عربي من بني الحسحاس يسمى القين بن جبير ، وأن القين بن جبير أعتقه ؛ حين ظهر فضله ، وجرت الحكمة على لسانه .
واختلف المفسرون : هل كان لقمان نبياً أو كان حكيماً ؟
فقال بعضهم بنبوته ، وأكْثَرُ أهل العلم على أنه رجل صالح كامل العقل ، كان كثير التأمل والتفكير والصمت ، وكان حميد السيرة ، فَخَيَّرَهُ اللًه بين الحكمة والنبوة ، فاختار الحكمة فوهبه الله إياها .
والحكمة التي أوتيها لقمان حكمة ربَّانية ، وليست من الحكم المكتسبة التي يحصلها الحكماء والفلاسفة بالبحث والنظر .
ويرجح الأستاذ عبد الكريم الخطيب في تفسيره أنَّ لقمان كان نبياً ، واحتجَّ لرأيه بأن القرآن الكريم سمَّى سورة منه باسمه ، كما سمى سوراً باسم إبراهيم ويونس وهود ويوسف ومحمد ومريم ، وهذه التسمية تشير إلى ما للمسَمَّى من شأن وقدر في مقام الخير أو الشر ، كما سميت سورة باسم أبي لهب ؛ لأنه كان علماً من أعلام الضلال والكفر .
وقالوا : إن لقمان الحكيم هذا غير لقمان بن عاد الذي عاش في زمن هود ـ عليه السلام ـ ، والذي تدور حوله أسطورة عربية حول طول عمره ، فقد ذكروا أن ( لقمان عاد ) سأل الله أن يعطيه عمراً ، فأُعطي عمر سبعة أنسر .
قالوا : فكان يأخذ الفرخ منها حين يخرج من البيضة ، ويأخذ الذكر لفضل قوته ، فإذا مات أخذ غيره ، وكل نسر يعيش فيما قيل نحو ثمانين سنة ، حتى انتهى إلى النسر السابع الذي سمَّاه ( لبد ) مؤملاً أنه لا يموت ، ولكن ( لبد ) مات ، ومات ( لقمان ) بموته ولهذا جاء في الأمثال العربية " طال الأمد على لبد " ، وجاء في شعر النابغة الذبياني :
أمست خلاء وأمسى أهلها ارتحلوا أخنى عليها الذي أخنى على لبد
وقد نسب إلى لقمان الحكيم أقوال وحكم ومواعظ منثورة في كتب الأدب والأخبار ، وقيل كانت في أيام النبي ـ عليه السلام ـ مجلة تسمى (مجلة لقمان ) ، ويروى عن وهب بن منبه أنه قرأ في حكمة لقمان عشرة آلاف باب .
وتتسم هذه الحكمة بسمة الزهد في الدنيا ، والحث على الفضائل .
ونلتقي غداً بإذن الله لنعرض طائفة من هذه الحكم . ٍ
أرجح الآراء على أنه لقمان بن باعوراء من أولاد آزر والد إبراهيم ـ عليه السلام ـ قيل : إنه عاش في زمن أيوب النبي ، وقيل : إنه ابن أخت أيوب أو خالته ، وأيوب قد عاش في القرن الثامن عشر قبل الميلاد ، وقيل : إنه أدرك عهد داود الذي كان ملكاً على بني إسرائيل ، وهو نبت الله داود الذي عاش في القرن الحادي عشر قبل الميلاد ، ولهذا قالوا : إن لقمان عاش ألف سنة .
والظاهر أنه عاش في عصر داود ، وأنه كان عبداً أسود اللون ، ينتمي إلى الجنس الإفريقي ، قيل : من أهل النوبة ، وقيل : من أهل الحبشة ، وقيل : من أهل السودان .
وهناك روايات تفيد أنه من أهل { أيلة } وأن اسمه ( بلعام بن بروق)، وأنه كان عبداً لرجل من بني إسرائيل ، والظاهر أنه كان عبداً لرجل عربي من بني الحسحاس يسمى القين بن جبير ، وأن القين بن جبير أعتقه ؛ حين ظهر فضله ، وجرت الحكمة على لسانه .
واختلف المفسرون : هل كان لقمان نبياً أو كان حكيماً ؟
فقال بعضهم بنبوته ، وأكْثَرُ أهل العلم على أنه رجل صالح كامل العقل ، كان كثير التأمل والتفكير والصمت ، وكان حميد السيرة ، فَخَيَّرَهُ اللًه بين الحكمة والنبوة ، فاختار الحكمة فوهبه الله إياها .
والحكمة التي أوتيها لقمان حكمة ربَّانية ، وليست من الحكم المكتسبة التي يحصلها الحكماء والفلاسفة بالبحث والنظر .
ويرجح الأستاذ عبد الكريم الخطيب في تفسيره أنَّ لقمان كان نبياً ، واحتجَّ لرأيه بأن القرآن الكريم سمَّى سورة منه باسمه ، كما سمى سوراً باسم إبراهيم ويونس وهود ويوسف ومحمد ومريم ، وهذه التسمية تشير إلى ما للمسَمَّى من شأن وقدر في مقام الخير أو الشر ، كما سميت سورة باسم أبي لهب ؛ لأنه كان علماً من أعلام الضلال والكفر .
وقالوا : إن لقمان الحكيم هذا غير لقمان بن عاد الذي عاش في زمن هود ـ عليه السلام ـ ، والذي تدور حوله أسطورة عربية حول طول عمره ، فقد ذكروا أن ( لقمان عاد ) سأل الله أن يعطيه عمراً ، فأُعطي عمر سبعة أنسر .
قالوا : فكان يأخذ الفرخ منها حين يخرج من البيضة ، ويأخذ الذكر لفضل قوته ، فإذا مات أخذ غيره ، وكل نسر يعيش فيما قيل نحو ثمانين سنة ، حتى انتهى إلى النسر السابع الذي سمَّاه ( لبد ) مؤملاً أنه لا يموت ، ولكن ( لبد ) مات ، ومات ( لقمان ) بموته ولهذا جاء في الأمثال العربية " طال الأمد على لبد " ، وجاء في شعر النابغة الذبياني :
أمست خلاء وأمسى أهلها ارتحلوا أخنى عليها الذي أخنى على لبد
وقد نسب إلى لقمان الحكيم أقوال وحكم ومواعظ منثورة في كتب الأدب والأخبار ، وقيل كانت في أيام النبي ـ عليه السلام ـ مجلة تسمى (مجلة لقمان ) ، ويروى عن وهب بن منبه أنه قرأ في حكمة لقمان عشرة آلاف باب .
وتتسم هذه الحكمة بسمة الزهد في الدنيا ، والحث على الفضائل .
ونلتقي غداً بإذن الله لنعرض طائفة من هذه الحكم . ٍ